نظرة في مسيرة هاري كين : كيف تنكرت كرة القدم لأفضل مهاجم في تاريخها

كتب هذا المقال في مارس 2025 لكنه تأخر في النشر لأسباب شخصية

Jun 20, 2025

ربما سيتوج هاري كين هذا الموسم بأول ألقابه كلاعب كرة قدم لينتهي بذلك أحد الترندات المبتذلة السائدة في مواقع التواصل الإجتماعي لكن سأستغل الفرصة قبل تتويجه للحديث عن أفضل مهاجم عاصرته و أحد أفضل لاعبي العالم اخر عشرية .

البداية: صناعة المهاجم السفاح الرقم 9 المثالي

لم أكن أتصور يوما أن مهاجما حاملا للرقم 18 يلعب أمام تشيلسي بطل البريميرليغ أنذاك سيصبح أفضل مهاجم رأته عيناي منذ متابعتي لكرة القدم أتذكر تلك المباراة بتفاصيلها ملعب الوايت هارت لين أو كما يحلو لبعض مشجعي توتنهام تسميته وايت هارت كين المتصدر تشيلسي مورينيو بقيادة السفاح دييغو كوستا ، كل التوقعات تصب لصالحهم ، ليأتي بذلك هاري كين و ينصب نفسه عريس الليلة بهدفين أمام كورتوا ، كنت أبلغ من العمر 13 سنة أردد في نفسي "واو! ما هذا اللاعب “ فتحت مسرعا بعدها مباشرة اللعبة الشهيرة بيس 2013 عدلت فريق توتنهام و أضفت لاعبا إسمه هاري كين واو! انظروا ماذا تفعل كرة القدم في طفل صغير .

لتعرفوا مدى روعة هذا الهدف انظروا الاستلام تحت الضغط ، التحرك في المساحة الفارغة ، الدريبل ثم التحجيز على الكرة و في الأخير كرة عكس اتجاه الجسد بدقة نموذجية .وااو، بصراحة وااو .
انتهى موسم 2014/2015 بطريقة رائعة للإنجليزي حيث بدأ في حصد جوائزه الفردية التي لم تنضب ، أفضل لاعب شاب في البريميرليغ ، تمثيل المنتخب ﻷول مرة ، ثاني هدافي البريميرليغ متفوقا على دييغو كوستا الذي قدم أحد أروع الأداءات لمهاجم في تشيلسي و لليوم يتحسر جمهور البلوز على مهاجم مثله …

سجل هاري كين اول اهدافه مع انجلترا امام ليتوانيا بعد 80 ثانية فقط من دخوله للملعب

موسم 2015/2016 نهاية الشباب 18 و بداية النضج 10 :

بتغير قميصه من 18 إلى 10 تغير الكثير بعده أي وحش تحول من لاعب شاب إلى أحد أفضل مهاجمي العالم و لعل هدفه الأسطوري في أرسنال جعل من الجميع يشاهد مهاجما قد يزعزع عرش كبار المهاجمين كان توتنهام في رأي هو الأقرب بالبطولة على معجزة ليستر ، كان أفضلهم تكتيكيا على الملعب لكن كرة القدم هي 30 % تكيكك كما يقول جوارديولا ، تمكن كين من تصدر هدافي البريميرليغ على جايمي فاردي و سيرجيو أجويرو .

تظهر هذه الصور الدهاء في التحرك خلف المدافعين و إختيار الوضعية المناسبة كفينيشر .

تظهر الصور التالية دهائه و المراوغة بالجسد بخبث للهروب من المدافع ، حيث سينطلق كين و يمرر الكرة لوالكر في المساحة ثم يتمركز على مناطق الجزاء — تظهر حركة يده طلبه للكرة — سيجعل كين النني في ظهره و يوهمه بحركة جسده أنه سيتحرك لليمين ثم يتوجه يسارا ويضع نفسه في وضعية جيدة للتسجيل ، تبين هذه اللقطة براعته كمهاجم في خلق فرص لنفسه من العدم و إستغلال قدراته .

موسم 2016/2017 : هداف الدوري للموسم الثاني على التوالي :

كان هذا الموسم إستمرارا لتألقه بل كان موسما إعجازيا أثبت للعالم أن هاري كين من أفضل هدافي كرة القدم لقد سجل 29 هدف في 30 مباراة في البريميرليغ —أنصحك بمشاهدة الأهداف كلها لترى مدى تنوعها و روعتها (1)— توحش هجومي مرعب و أهداف من كل الوضعيات حيث أكمل عامه بأكبر عدد من أهداف الدوري الإنجليزي الممتاز في عام تقويمي واحد(2017) ب 39 هدف .

يُسجل هاري العديد من الأهداف من اللمسة الأولى، ولكنه يُحب أيضًا استقبال الكرة بقدميه ومحاولة شق طريقه نحو المرمى يتمتع بقدرة جيدة على تخطي الخصم رغم بنية جسده (هدف ساوثهامبتون ) ، كثيرًا ما يُحاول المدافعون استدراجه لاستخدام قدمه اليسرى، ولكن نظرًا لقوة قدمه الأضعف، فإن القيام بذلك لا يمنعه من التسديد و التسجيل ( يتصدر قائمة أكثر اللاعبين تسجيلا في البريميرليغ لأهداف بقدمه الضعيفة ب41 هدف )

صور مأخوذة من (2)

يظهر هدفه أمام وست بروميتش الرابع و الهاتريك له في المباراة جودته كمهاجم نخبة من الصنف الأول، حيث أعطى تمريرة لدالي ألي ثم تحرك مباشرة للمساحة الفارغة ، الأخير الذي قدم تمريرة رائعة من فوق المدافع حولها هاري كين لهدف رائع . طبق كين كل مواصفات المهاجم المثالية التحرك في المساحة الشاغرة ، إستباق اللعبة و المدافعين ، طلب الكرة و الإنهاء الرائع المعتاد.

تمكن الإنجليزي من حصد جائزة أفضل هداف في البريميرليغ للعام الثاني على التوالي رغم غيابه عن 8 مباريات بسبب الإصابة ليصبح أصغر لاعب حقق الجائزة مرتين متتاليتين منذ الحرب العالمية الثانية ، كان توتنهام أكثر فريق مسجل عدد أهداف و أقلها إستقبالا للأهداف لكن كعادة توتنهام أداء رائع فريق منضبط لكن كالعادة غياب التوفيق .— كانت أفضل نسخة لتوتنهام مع بوتشيشينو—

موسم 2017/2018 : إستمرارية رهيبة و بروز في الشامبيونزليغ :

منذ هذه اللحظة، كسر هاري كين حاجز العشرين هدفا في أربعة مواسم متتالية مع بوتشيتينو، ليصبح المهاجم الوحيد في تاريخ توتنهام بهذا الرقم، مقارنة بمجموع أهداف مهاجمي توتنهام أمثال ديميتار برباتوف وجيرمين ديفو وروبي كين، كان عدد أهدافهم في الدوري يتراوح بين 10 و12 هدفًا. أما كين، فقد تجاوز هذا الرقم لأربع مواسم متتالية إذ تضمَّنت نسبته 105 أهداف منها 14 ركلة جزاء فقط .

كان أقرب ما يكون إلى قلب الهجوم المثالي. لا توجد لديه نقاط ضعف واضحة، يسجل أهدافًا من جميع الأنواع و الطرق، ويتألق في الاحتفاظ بالكرة، ويعمل بلا كلل، إن قدرة كين على إنهاء الهجمات، في المقام الأول، هي ما يميزه. يتميز بأسلوب شبه مثالي في ضرب الكرة، حيث يمررها بسلاسة بكلتا قدميه، إضافة إلى دقة تسديداته التي غالبا ما تصل إلى زاوية المرمى. كما يتمتع بمهارات هوائية استثنائية، وغالبًا ما يُصنف من بين أكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف بالرأس في الدوري الإنجليزي الممتاز. إن تنوع قدراته يجعل من الصعب الدفاع ضده ، فهو يشكل تهديدًا في جميع المواقف التي تقع على مرمى الخصم، لذا لا توجد فرصة كبيرة للمدافعين لتخمينه.

صور مأخوذة من The athletic(3)

الهدف الأيقوني أمام ليفربول يدل على دهائه و حسن إتخاذ القرار و تحويل الجسد لخدمة الحالة .

علاوة على موسمه المبهر للعام 4 على التوالي في البريميرليغ حيث سجل 30 هدف لكنه خسر الحذاء الذهبي لمصلحة صلاح — أول لاعب في التاريخ يخسر الحذاء الذهبي مرتين بعد تسجيل 30 هدف (الثانية سنة 2023 أمام هالاند) — أبدع هاري كين في الشامبيونزليغ ،قدم مباريات رائعة أمام كل من ريال مدريد و دورتموند و يوفنتوس. فالجميع يقول أن جودة المهاجم تظهر في المباريات والليالي الكبرى — أنا ضد هذه الفكرة لأن البريميرليغ أصعب من التشامبيونز — الأخير بين جودته أمام سيد دوري الأبطال ريال مدريد إذ تمكن توتنهام من تصدر مجموعته على كل من ريال مدريد و دورتموند و كان نصيب الأمير من الأهداف 7 من 7 مباريات .

صور مأخوذة(4)

موسم 2018/2019 بداية التغير من الفينيشر إلى الرومر الهجين ما بين 9 و 10 :

رقميا تعتبر سنة 2018/2019 ضعيفة مقارنة بسابقاتها حيث سجل هداف كأس العالم 2018 17 هدف في البريميرليغ ، كانت البداية جيدة لكن الإصابات التي لحقت به ساهمت في خفض هذه النسبة حيث غاب عن 18 مباراة في الموسم — 10 في البريميرليغ— كأعلى رقم خلال مسيرته مع توتنهام لكن ربما يعد هذا الموسم هو أحد أنجح مواسم توتنهام أوروبيا حيث وصل لنهائي الشامبيونزليغ — لكن أدائهم إجماليا لم يكن رائع — .
مع رحيل موسى ديمبيلي إلى الصين و إصابة كل من ايريك داير و فيكتور وانياما إضافة لعدم التعاقد مع أي لاعب في الموسم —كأول فريق إنجليزي في التاريخ— لم يبق سوى هاري وينكس و موسى سوسيكو في أغلب الأحيان ، كان توتنهام أضعف من المواسم السابقة ولعل الأسباب واضحة، إلا أن مدربه، لحسن الحظ، أصبح أفضل.
تمكن الأرجنتيني من خلق نظام جديد متنوع لسد فجوة وسط الميدان كان أحد محاوره إنزال هاري كين لوسط الملعب و لعب دور "البلايمايكر" ، تمكن هاري كين من إظهار مدى براعة تمريراته وقدرته على خلق الفرص والتسجيل. ومع سعي أمثال سون ولوكاس وديلي دائمًا لتوسيع نطاق خط دفاع الخصم كشركاء هجوم لكين، فقد منحه حرية التسلل من مراقبه إلى وسط الملعب لخلق الفرص.
ربما عرف بوتشيتشينو أن هاري كين لاعب جماعي أكثر من فردي و أنه قادر على لعب دور الخفي في سبيل نجاح المجموعة كيف لا، والرجل تشبع بالجوائز الفردية لكنه لم ينل حصاد المجموعة .

انطلق كين وسحب روديجر معه إلى أعلى الملعب، قبل أن يمرر الكرة إلى سون بتمريرة أولى من الزاوية خلف ديفيد لويز.(5)

مرة أخرى، يستلم كين الكرة في الثلث الأوسط من الملعب، ويسحب قلب الدفاع نحوه قبل أن يرسل الكرة إلى ديلي.(نفس المصدر أعلاه)

يستلم كين الكرة في الثلث الأوسط من الملعب،يتحرك في المساحة الفارغة و قدرته الرائعة على حمل الكرة ثم بتمريرة رائعة للوكاس مورا الذي تحرك بدهاء للمساحة . كادت أن تكون هدف لولا براعة شتيغن في التصدي

يعتبر المهاجم الإنجليزي من أفضل هدافي العالم، لكنه يتميز أيضًا بتمريرات رائعة استفاد منها توتنهام هذا الموسم. وقد كانت هذه التمريرات مفيدة بشكل خاص في لحظات التحول، حيث يتراجع لاستلام الكرة، ويسحب قلب دفاعه من مكانه. كما أن قدرته على إيجاد زميله الذي يركض نحو العمق بتمريرات قطرية سريعة و كرات ملتفة ومرتفعة تُعدّ من بين الأفضل.

موسم 2019/2020 ذهب بوتشيشينو ذهب الوايت هارت لين جاء مورينيو و بقي الوايت هارت كين :

تغير الهارت لين و تغير معه دور كين كانت معدلات كين التهديفية تشهد اختلافا واضحا؛ الأهداف تتراجع لمصلحة أدوار أكثر شمولية في التحضير وصناعة اللعب، وفي هذه المواسم الأربعة، سجَّل كين 30 هدفا أقل، وصنع 15 هدفا أكثر، ليساعد أمثال سون على السطوع بجانبه في هجوم السبيرز .

إنتهت حقبة بوتشيشينو الرائعة على مستوى الأداء الخائبة على مستوى الألقاب لذلك جاء مروض الألقاب الرجل الذي لم تمس أقدامه فريقا إلا و نال معها الذهب السبيشل وان مورينيو ، مع نزول مستوى ديلي الي و انتقال ايريكسن إلى الإنتر أصبحت صناعة اللعب تعتمد على هاري كين إذ لطالما كان صانع ألعاب متميز (ظهر ذلك في الموسم الماضي). بالعودة إلى موسمه الأول كلاعب أساسي في توتنهام 2014-2015 نجد لمحات عبقرية في هذا الجانب. ومن الأمثلة الجيدة على ذلك تمريرته الرائعة التي اخترقت دفاع مانشستر يونايتد بأكمله تقريبًا لتخلق فرصة فردية لريان ماسون في مباراة انتهت بالتعادل السلبي في ديسمبر 2014.

بدأ فكرة هجوم توتنهام تدور حول كين وسون . إنه مشابه لاستخدام مورينيو للاعبين في أيام ريال مدريد، حيث لعب كين دور بنزيما ولعب سون دور رونالدو. كين، الذي كان ينزل إلى وسط الملعب وجذب مدافع الخصم المركزي ومن ثم طعن دفاع الخصم بتمريرة جيدة، أما سون كان يضرب المساحة الفارغة التي تم إنشاؤها . مع الإعتماد على كين، الذي يتمتع بقدرة ممتازة على التمرير إضافة لذكاءه في قراءة اللعب وإيجاد المساحة ، وسون ، الذي أظهر قدرة رائعة على الإنهاء أصبحت طبخة مورينيو جاهزة للموسم القادم و ياله من موسم .

ملاحظة صغيرة : شاهد حركة جسد لاعبي ليستر و زاوية نظرهم على لوكاس مورا، يظهر هنا دهاء و براعة هاري كين في تمرير كرة طويلة لسون بداخل القدم و ضرب كل دفاع ليستر.

تظهر الصور الفكرة التي حاول تطبيقها مورينيو ، نزول هاري كين كمرر و اللعب بظهره للمرمى ، يفتح سون و لوكاس الأجنحة ثم عند استدارة كين ينطلقون نحو العمق لإستلام التمريرة ستكون هذه الفكرة ناضجة في الموسم القادم .

الأرقام صارخة جدًا - فقد انتقل النموذج من تصنيف كين بثقة على أنه لاعب مُنهي يركز على منطقة الجزاء لعدة مواسم إلى وصفه بأنه لاعب متجول متحرك في الموسمين الأخيرين.

في موسم 2017-2018، بلغت احتمالية تصنيف كين كلاعب مُنهي"فينيشر" 91% - وهو اللاعب الذي يُعرّف بأنه لاعب يُركز على الدخول إلى منطقة الجزاء وإيجاد التسديدات - تليها 62% و82% في الموسمين التاليين. في الموسمين الأخيرين، أصبحت هذه النسبة ضئيلة.

في الوقت نفسه، ارتفعت احتمالية تصنيفه كلاعب متجول "رومر" وهو اللاعب الذي يُعرّف بأنه لاعب يُحب التراجع إلى العمق أو على الأطراف لخلق فرص لزملائه في الفريق عندما لا يكون في مواقع تسجيل الأهداف بنفسه - إلى 75% في موسم 2020-2021 (عندما تصدّر قوائم الدوري الإنجليزي الممتاز من حيث الأهداف والتمريرات الحاسمة)، ثم 53% في الموسم المنصرم.(6)

صورة مأخوذة من The athletic (نفس المصدر أعلاه )

يلخص هدف توتنهام الأول أمام ليستر الفكرة التي يريد تطبيقها مورينيو ، استلم هاري كين الكرة و ظهره للمرمى في نفس الوقت استعد سون للإنطلاق، عند تخلص كين من الضغط ضرب سون المساحة مستغلا سرعته حينئذا قام كين بتمريرة حريرية بخارج القدم —دليل على تنوع تمريراته كأنه لاعب رقم 10 — لسون المنطلق و النهاية هدف لتوتنهام.

موسم 2020/2021 ثنائية سون-كين :

يعتبر البعض أن هذا أفضل موسم فردي للأمير 23 هدف (هداف البريميرليغ ) و 14 صناعة كأفضل صانع ألعاب متفوفا على كل من برونو فيرناندز و كيفن دي بروين أحد أمهر لاعبي الوسط في تاريخ الكرة ، كما برزت ثنائيته مع الكوري ( تعاون الثنائي في تسجيل 14 هدفًا هذا الموسم . وهذا هو أكبر عدد من التمريرات الحاسمة لأي لاعبين في موسم واحد ) .

ظهرت الشراكة التي سعى لبنائها مورينيو منذ أول شهر حيث في مباراة ساوثهامبتون قام هاري كين بتقديم 4 تمريرات حاسمة كلها لسون . إذ صنع الأهداف بطرق مختلفة كلاعب رقم 10 مايسترو .

صور مأخوذة من the athletic (نفس المصدر السابق)

أكمل مورينيو ما بدأه مع هاري كين كحل للخروج بالكرة —مثل ما فعل بوتشيشينو كما ذكرنا سابقا —لكن هذه المرة تطور بدرجة كبيرة و هو ماتظهره هذه الصور

كعادة السيتي و الضغط بدفاع المنطقة مع إغلاق مسارات التمرير لهويبرغ و ريغليون ، هنا سيسقط هاري كين لوسط الملعب مستغلا استدراج ندومبلي لرودري حينئذ سيمرر داير كورة طولية لهاري كين لكن غوارديولا كان متوقع هذا الشيء لذلك وضع قطعة الشطرنج المفضلة له — بيرناردو— لمنع التحول.

هذه المرة سيقف خيسوس بشكل خاطئ مما يسمح لداير بتمرير الكرة لهويبرغ الأخير الذي يمرر الكرة لألدرفيلد الذي سيمررها بدوره لأوريه و كسر خط ضغط سيتي الأول في هذه الأثناء سيتحرك هاري كين بدهاء خلف ظهر بيرناردو سيلفا ساحبا رودري معه — ندومبلي أصبح الرجل الحر— . لولا براعة و تفرد بيرناردو في الضغط و قلة حيلة أوريه لتمكن توتنهام من كسر ضغط السيتي.

هاري كين دائما حل في وسط الملعب وقدرات عالية في تغيير وجهة الملعب.

يتواجد هاري كين في وسط الملعب على نفس الخط مع وينكس

يعتبر هاري كين مهاجم شامل لقدرته على بدأ الهجمة و إنهائها كما تبين الصور التالية حيث يساهم في بناء اللعب ثم ينطلق لمناطق الجزاء للتهديف و لعل هدفه الخرافي أمام كريستال بالاس خير دليل — قدم هاري كين مباراة تاريخية حيث سجل هدفين و صنع هدفين —.

هدفه الخرافي أمام كريستال بالاس يبين عبقريته و شموليته التحرك الذكي ،طلب الكرة ، قيادة الهجمة ، الجريء المقوس لوسط الملعب ثم الإنهاء الخيالي تحفة فنية كالعادة من الأمير.

كما تعتبر شراكته مع الكوري أفضل ثنائية رقميا في البريميرليغ حيث سجّل كين وسون هيونغ مين أهدافًا أكثر من أي ثنائي آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث صنع كل منهما 47 هدفًا منذ إنتقال الأخير سنة 2015-2016 ، قسمت على 24 مساهمة لسون و 23 لكين ، لكن الإنجليزي صنع 20 % من إجمالي أهداف البريميرليغ للكوري عكس الأخير الذي ساهم 11 % من إجمالي أهداف اﻹنجليزي .

فمع نهاية موسم 20/21، سجل ثنائي سون هيونغ مين وكين ما مجموعه 136 هدفًا عند اللعب معًا. وبحساب هذا المعدل، بلغ متوسط الأهداف لكل 90 دقيقة 1.33 هدفًا في المباراة الواحدة، متفوقًا على صلاح وماني ، أغويرو وستيرلينغ ، هنري وبيريز، وهو أعلى معدل تهديف في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. بالإضافة إلى ذلك، سجل هذان الثنائيان 200 هدفًا على مدار المواسم الأربعة الماضية، ويُقال إن هذا يمثل 49% من إجمالي أهداف توتنهام على مدار 4 مواسم.

"في الهجوم، يتمتعون بسرعة جنونية - هاري كين، يا له من لاعب، ومن الواضح أنه يتناسب تمامًا مع هذه الميزة (التحولات). هناك تفاهم أعمى بينهما (سون-كين) لذا أعتقد أن هذا ربما يكون أكبر تحدٍّ نواجهه في الدفاع لفترة طويلة."يورغن كلوب

تمثل مباراة وست هام براعة الشراكة الهجومية حيث سجل سون هدف و ساهم بهدف لكين أما الأخير فسجل هدفين (أحدهم صناعة من سون) و صنع الهدف لسون .

انظر أين استلم هاري كين مع العلم أنه مهاجم الفريق لكن المبهر أكثر في الصورة التالية .

تمكن هاري كين من صناعة الهدف من هناك حوالي 60 متر بتمريرة لا تقل على تمريرات ميسي و دي بروين. لا ننسى الإنهاء الرائع من الكوري الذي ساهم في إكمال هذه اللوحة الفنية .

يبرز هذا الهدف الإنهاء العظيم لهاري كين و المراوغة المتتقنة إضافة لدقة التسديد التي يتفرد بها على باقي مهاجمين العالم .

لنترك عدد الأهداف والأسيستات جانبا لأن الأمر لا يقتصر على هذا إطلاقاً ، الأمر يقتصر على أن هاري كين قائم بمنظومة كاملة على عاتقه حيث يقوم بدور المهاجم والجناح وصانع اللعب ووسط ملعب متأخر أحيانا وليس بدور مهاجم الصندوق فقط ،هاري صنع 14 فرصة كبيرة للتسجيل وهذا نفس رقم چاك جريليش الذي يعتبر شريان حياة استون فيلا(7) ، وبالمناسبة لا يوجد مهاجم في قارة أوروبا صنع هذا العدد من الفرص ، لوكاكو الذي يقدم أفضل نسخ مسيرته على الإطلاق صنع 10 فقط، بنزيما أيضا صنع 10، ليفاندوسكي أفضل مهاجم في أوروبا —حسب الكل— صنع 8 ..(8)

كل المهاجمين المميزين في البريميرليج ، كالفيرت وبامفورد وجيمي فاردي أقل واحد فيهم أهدر 18 فرصة محققة للتسجيل في حين أهدر هاري 13 ، وهو الأعلى في الفرق بين الأهداف المتوقعة (xG) والأهداف الفعلية في كل مهاجمي البريميرليج يعني المهاجم الأكثر حسما من الأخر ،لوكاكو ضيع 19 فرصة حقيقية ، هالاند نفس الرقم ، كريستيانو 27 فرصة ، وليفا 25 !

يكفي أنا كل هؤلاء دورهم الأكبر داخل الصندوق إنما هاري كين بيجوب كل أرجاء الملعب حرفياً ، شاهد الخريطة الحرارية لتحركاته طوال الموسم ستندهش من رعب المنظر ، ستجده أحيانا في العمق وأحيانا على دائرة المنتصف ، أحيانا على الخط و في أحيان أخرى في موقعه الأساسي داخل الصندوق.

صراحة أنا اسف يا روبن دياز ، بيرناردو سيلفا ، غوندغان و حتى ديبروين أنا اسف يا سون أنا اسف يا برونو على الموسم التاريخي الذي قدمته لكن لقد كان هاري كين أفضل لاعب في البريميرليغ كتأثير قبل الأرقام ربما مركز توتنهام السادس و التخبط الإداري المتمثل قي إقالة مورينيو و الإتيان ب راين ماسون لتسير ما بقي من الموسم لم يضعه في القائمة .

موسم 2021/2022 سيد القوم خادمهم :

كان صيف 2021 ساخنا بالنسبة لهاري كين خسارة نهائي اليورو أمام إيطاليا ، المطالبة بالخروج من توتنهام إذ لم يتواجد مشروع حقيقي سئم الأخير الوضع قلل من أهدافه لمصلحة المجموعة لكن الألقاب لا تأتي يتغير المدربون في توتنهام لكن السجلات الصفرية .

هناك في شمال غرب إنجلترا هناك ثعلب يترصد الأخبار جوارديولا الذي ما انفك و تغزل بهاري كين طلب من تشيكي بيرجستن الإتيان بأمير لندن إلى مانشستر لعل برودة مناخها تطفئ لهيب صيفه الحارق ، كثرت الإشاعات و الأخبار هاري كين قادم للسيتي … أفضل مهاجم في البريميرليغ مع أفضل فريق … قدم السيتي عرضه لكن دانيل ليفي رفض بيعه لخصم مباشر، ربما عرف ليفي أن إعطاء فريق منافس سلاح مثل كين سيظره أكثر مما تنفع أموال سيتي و قرر عدم حفر قبره بيديه (9)، أقنع كين بقدوم نونو سانتو كمخلص لهذا الموسم و لأن الاكاذيب سرعان ما تختفي أقيل نونو سانتو بعد أقل من أربعة أشهر من توليه المسؤولية حتى قبل التعرف على هاري كين . وتم استبداله في اليوم التالي بأنتونيو كونتي.

بدا وكأن توتنهام ليس مستعدا لرد الجميل، وأن سرعة اللعبة المتزايدة واعتماد المدربين اللاحقين على كين في قيادة التحولات بشكل أساسي، بداية بمورينيو ومرورا بسانتو ونهاية بكونتي، قد لا تكتفي بحرمان كين من الألقاب الجماعية وحسب، بل ربما تمنعه من المنافسة حتى على لقب الهداف المعتاد، الذي ذهب إلى زميله الكوري هذا الموسم.

ربما كانت أسوء فترة لهاري كين هي بداية موسم 2021 فمع خسارة النهائي و أصبح النحس يطارده و كان على بوابة أفضل فريق في أوروبا ، ظهر في الملعب جسدا بدون روح لقد كان منهارا نفسيا و هو ما انعكس على فريقه الذي تراء للجميع دوره حيث بانهياره انهار معه توتنهام و لأن العظماء يحولون الصعاب إلى قوة تغير كل شيء من مباراة ليفربول في ذهاب الدوري حيث عاد لنسخته الشرسة التي تجمع ما بين الإنهاء و صناعة اللعب، حيث أصبح أول لاعب في التاريخ الذي يسجل هاتريك في كل المسابقات الأوروبية و ذلك عندما سجل هاتريك في 20 دقيقة أمام نادي مورا السلوفيني في دوري المؤتمرات .

“الجميع يعرف صفات كين. انظروا إليه، إنه مهاجم استثنائي. يتمتع بمهارات رائعة، يمينًا ويسارًا، ويجيد التمرير، ويجيد التمريرات الحاسمة، ويسجل الأهداف داخل منطقة الجزاء، ويستقبلها، لذا فهو مهاجم استثنائي،”بيب غوارديولا

وتابع غوارديولا "يبقى هاري كين من أفضل المهاجمين الذين شاهدتهم في حياتي، يا له من لاعب استثنائي، أرقامه تدل على ذلك، وأكبر من ذلك جودته.. عدم فوزه بلقب لا يعني أنه ليس لاعبا جيدا، اعتقد أنه أثبت براعته بالفعل، هل المدربون سيئون إذا لم يفوزوا بالألقاب؟".

في 19 فبراير من عام 2022 في قمة الجولة 26 بين سيتي و توتنهام قدم هاري كين تحفة تكتيكية و تقنية لا مثيل لها ،طوال مشاهدتي لمبارايات البريميرليغ لم أرى مهاجم قدم مباراة بهذه الروعة على سيتي بيب في الإتحاد مثل هاري كين ، قدم السيتي مباراة رائعة على جميع النواحي تمكن السيتي من التفوق على توتنهام في جميع مراحل اللعب ضغط منظم ، التحرك في المساحات خلق التفوقات ، لكن توتنهام كان لديه السلاح السري و هو هاري كين.

كان شكل ضغط السيتي دفاع منطقة كالعادة 3-3-3-1 سيتحرك خط الضغط الأول بشكل مترابط بالإعتماد على مهارة بيرناردو في الضغط المقوس و تحرك كل من فودين و دي بروين و ستيرلينغ بنفس الوتيرة ، سيعتمد توتنهام على روميرو غالبا بارسال كرة طولية . كانت فكرة غوارديولا ذكية و ناجحة في أغلب الأحيان ولولا هاري كين لكانت ناجحة بنسبة 100 %.

عند وصول الكرة لدايفيز ستشاهد رباعي السيتي مثل ما كان في الصورة الأولى لكن هذه المرة من جهة دايفيز — براعة ضغط السيتي— سيجذب سيسينيون والكر للخارج كذلك سون سيكون طعم لرودري و سيذهب دياز للدفاع الإستباقي على سون، هنا سيأتي دور أهم رجل لكسر الضغط هاري كين الذي سينزل للوسط — ظهر رودري— و يجذب معه لابورت .

عند وصول الكرة لكين سيلاحظ رودري و دياز ذلك لكن متأخرا ، كان الإنجليزي راسما للخطة في مخيلته فبتمريرة حريرية وضع سون المنطلق في النقطة العمية —خلف ظهر دياز — أمام مرمى السيتي الذي مرر بدوره لكيلوفسكي المنطلق أمام كانسيلو مستغلا شغور المساحة في ظهر لابورت و النتيجة هدف أول لتوتنهام من كولوسيفسكي صناعة سون لكن الصناعة كلها لهاري كين .

كان هدفه الثاني مثال لما يقدمه في أواخر مواسمه النزول لإستلام الكرة بالوسط و الخروج من الضغط ثم تغيير وجهة اللعب بعد ذلك سيذهب مباشرة لمناطق الجزاء و يهاجم المساحة مستغلا رعونة كانسيلو و لابورت في التغطية و بلمسة واحدة إنهاء الكرة في مرمى إيدرسون بعد تمريرة رائعة من سون .

لم يكتفِ قائد إنجلترا بتسجيل هدفين، بل كان اللاعب المحوري في خطة لعب فريقه، حيث كان
يتراجع باستمرار إلى العمق لاستلام الكرة، ويجد لاعبين مستعدين للركض أمامه.

أثبت هاري كين لماذا أصر غوارديولا عليه في الصيف لقد قدم الإنجليزي مباراة مرجعية أمام أقوى نسخة تكتيكية للسيتي — بالنسبة لي — ربما كان غوارديولا على حق عندما قال ذات يوم بأن توتنهام كان فريق هاري كين "هاري تيم" الإسباني الذي قال بعد المباراة ."ليس من الضروري إظهار الأهداف التي سجلها الليلة لإظهار جودته ، كل المملكة المتحدة تعرف جودته".

هاري كين حقق أسوأ معدلات أهدافه المتوقعة في كامل مسيرته في موسمي 2019/2020 و2018/2019 على الترتيب حسب موقع أندرستات، ولكل 90 دقيقة، ينضم إلى هذين الموسمين الموسم المنصرم أيضاً و هذا الموسم ، وهذا بديهي بما أنه أسوأ مواسمه تهديفياً (17 هدف). لكن، كما جرت العادة، لكل عملة وجهين، .

في ثلاث من آخر أربع مواسم لهاري كين في الدوري الانجليزي الممتاز، موسم 2021/2022، وموسم 2020/2021، وموسم 2018/2019، كانوا أكثر مواسم كين مع السبيرز من حيث معدلات التمريرات الحاسمة المتوقعة، رابعهم هو موسم 2016/2017، الذي يصادف أيضاً أنه أكثر مواسم كين في صناعة الفرص لكل 90 دقيقة —يبدو أنه لم يكن أفضل مواسمه تهديفياً فقط.— أيضاً، كانت هذه المواسم الثلاث أكثر مواسم هاري كين من حيث لمس الكرة في الثلث الأوسط من الملعب لكل 90 دقيقة، موسم 2020/2021، ثم موسم 2021/2022، ثم موسم 2018/2019 على الترتيب. وحل موسم 2018/2019 رابعاً في معدلات لمس اللاعب للكرة في الثلث الدفاعي، موسم 2019/2020 كان ثالثاً، تلك الأرقام حسب موقع FBref الإحصائي، أيضاً تلك المواسم الثلاث كانت الأعلى في معدلات صناعة كين للفرص من اللعب المفتوح، وإجراءات خلق التسديدات، والتمريرات للثلث الأخير ومنطقة جزاء الخصم والتمريرات الأمامية أيضاً، والانطلاقات الأمامية وللثلث الأخير ولمنطقة جزاء الخصم، وبمسافات تقدمية أكبر من مواسمٍ سابقة، كل تلك المعدلات احتسبت لكل 90 دقيقة حسب FBref.

إذاً، ما الوجه الآخر للعملة؟

ببساطة، كما حزرتم، الأدوار. لم يعد هاري كين المهاجم الذي ينهي الفرصة فحسب، أصبح هو من يصنعها أيضاً، أصبح يتأخر لمناطق أبعد عن المرمى بمرور الوقت، فقط انظروا لخرائطه الحرارية بتعاقب المواسم، الرجل أصبح يركض في جميع أرجاء الملعب، يقوم بعملية التوازن على الأطراف لدرء مساوئ تفوقات الخصم العددية على زملائه، يتأخر لاستلام الكرة لقيادة التحولات، نمط رأيناه في آخر موسمين أكثر من أي موسم آخر في مسيرة كين، في جميع أرجاء الملعب تقريباً نراه يلمس الكرة، معدل لمساته للكرة ازداد بشكل جنوني في آخر موسمين تحديداً مقارنةً بمواسم سابقة، هاري كين لمس الكرة في الثلث الدفاعي 4,15 مرة لكل 90 دقيقة في آخر موسمين، كان هذا المعدل 1,87 لكل 90 دقيقة في موسم 2017/2018، أكثر من الضعف، وهذا للمباراة الواحدة فقط! (10)

ساهم هذا التراجع لكين في وسط الملعب في بروز سون — هداف البريميرليغ 23 هدف — و كوليسفسكي حتى ايمرسون رويال برز على الجهة اليمنى ، لم يعد كين مسجل الأهداف و صانعها بل القائم بكل منظومة توتنهام . أزيدك من الشعر بيت حسب موقع statmuse هاري صنع 19 فرصة كبيرة للتسجيل متوفقا على كل من كيفن دي بروين ، برونو و صلاح …(11) حتى كريم بنزيما صاحب البالون دور و الذي يقدم أفضل موسم له صنع 14 فرصة كبيرة .(12)

كأس العالم 2022 : كل شيء يتمحور على هاري كين كيف تغير دور هاري كين حتى في المنتخب :

تدخل انجلترا كالعادة كمرشح بارز لكأس العالم فأرمدة نجومها فقط تضعها كرقم صعب في البطولة ، لوهلة كانت أرقام هداف كأس العالم في النسخة السابقة باهتة لم يسجل إلا هدفين كامل البطولة — لم يسجل أي هدف في دوري المجموعات — لكن كعادة مسيرة هاري كين تشبه الجبل الجليدي عليك النظر في أعماقه قبل مشاهدة الصورة الأولية .

مباراة الترشح لكأس العالم سجل كين هاتريك و قدم تمريرة حاسمة ، تظهر الأهداف جودته في الإنهاء و بكل الطرق (بالرأس ، القدم الضعيفة ، مقصية)

أبرزت مباراة إيران الإفتتاحية التغيير الجذري التكتيكي لهاري كين ، هداف المنتخب أصبح المساهم الأول في الأهداف — كأننا نشاهد هاري كين توتنهام مع الفرق بين جودة توتنهام و انجلترا— استغل ساوثغيت قدرة مهاجمه على إيجاد الأجنحة التي تتحرك خلف المهاجمين و قام برسم الخطة الهجومية على هاري كين الأخير الذي ساهم في هدفين في المباراة الإفتتاحية .

كان الهدف الثالث دليل على قدراته التي لا تنضب خارج الصندوق إستلام الكرة من بيكفورد —كعادته يجيد بصفة رهيبة إستعمال جسده— ثم مرر لبيلنغهام و ذهب مباشرة للمساحة الفارغة ، بعد تسلم كرة رائعة من بيلنغهام ، تحجيز رائع خلق مساحة للتمرير ثم بتمريرة مثالية لسترلينغ الذي أسكن الكرة في الشباك

كان الهدف الخامس مطابقا لما حدث في الهدف الثالث بالضبط إستقبال ببراعة الكرة من بيكفورد، مهاجمة المساحة، التمريرة لراشفورد الذي أنهاها بطريقة رائعة .

كان هدف السنغال دليل على تنوع إنجلترا التكتيكي هدف رائع جدا طبق فيه أحد مبادئ اللعب التموضعي و هو التفوق المركزي ، في الصورة الأولى سينزل كين للوسط لإستقبال تمريرة فودين،كوليبالي سيتجه لكين مباشرة، يلاحظ بيلينغهام ذلك فينطلق مسرعا للمساحة الشاغرة خلف ظهر كوليبالي — الصورة الثانية — ، كوليبالي سيلاحظ، يحاول تدارك الموقف فيتراجع سريعا لكن بيلينغهام سبقه بالحركة السابقة ،حين ذلك سيصبح هاري كين طليق في مساحة كافية لصناعة هدف و بتمريرة رائعة لبيلنغهام الذي بدوره يمرر لهندرسون القادم من الخلف تكتمل اللوحة الفنية.

طبق هاري كين دور المهاجم الوهمي بروعة لم يسجل أو يصنع لكن كان مساهما بارزا في الهدف.

لم يكتف الإنجليزي من ذلك أظهرت مباريات السنغال و فرنسا دوره البارز في ربط و تنظيم اللعب .

دوره البارز في تنظيم اللعب و تحريك الكرة.

حل دائم لربط اللعب على الجهتين .

كان هاري كين حل فوري في حال إستعصى على إنجلترا بناء اللعب.

تغير دور هاري كين كثيرا حتى مع إنجلترا كان أفضل مهاجما في كأس العالم مناصفة مع جيرو ، الأرقام صارخة تتحدث عن الفرق بين نسخة 2018 و 2022 حسب موقع FBref قلت معدلات أهدافه في 2022 مقارنة ب2018 في حين زادت كل من صناعته للأهداف و معدل الأسيستات المتوقعة(xA) بوتيرة قياسية و حتى معدلات حمل الكرة زاد ، في الصورة الثانية تظهر دوره في playmaking رغم براعته في نسخة 2018 في التمرير الطولي و progressive pass إلى أن معدلات 2022 أظهرت تفرده على باقي مهاجمي العالم في صناعة اللعب ، كان أغلب تواجد كين في ثلث ملعب فريقه و في مناطق جزاء فريقه — الصورة 3— و هو ماتحدثنا عنه سابقا لدوره في التراجع إلى العمق للمساعدة في بناء الهجمة إضافة للعودة للدفاع كثيرًا في الكرات الثابتة و تظهر كالعادة قلة تواجده في منطقة دفاع الخصم مقارنة بالمهاجمين الأخرين .

صور مأخوذة من موقع FBref(13)(14)

هاري كين شخصية رائعة جدا محترف بدرجة كبيرة ، هاري كين هو ثاني هداف في تاريخ إنجلترا في كأس العالم (8) بعد غاري لينكر (10) سجل 6 أهداف في أول نسخة له، قادر على أن يكسر رقم غاري لينكر في قطر 2022 بكل سهولة لديه ساكا ، بيلينغهام ، فودين …. لكنه نازع غروره كان هو رجل الظل هو قائد بكل معنى الكلمة و هذا يوضح من تصريح ساوثغيت "هاري قائدنا ، داخل وخارج الملعب. إنه أفضل هداف في العالم من وجهة نظري إنه أكثر من مجرد مهاجم - يترك انطباع بمعدل عمله ورؤيته وعقليته إنه محترف رائع نحن محظوظون بوجود قائد مثل هاري."

"هاري كين أفضل مهاجم في العالم. نحن محظوظون بوجوده. يجيد تسجيل الأهداف، والتقدم للخلف، والتمرير، والإبداع. إنه لاعب متكامل،قائد مثالي. لا يتوقف عن العمل، ويُبدع دائمًا في اللحظات الحاسمة. إنه لاعب مذهل، وقائد رائع." كان هذا كلام ديكلان رايس على هاري كين.

هاري كين واحد من نخبة صناع اللعب في كرة القدم هو يتفرد بهذا عن أي مهاجم اخر في العالم ،صانع لاعب رائع ،كل من زامله تطور مستواه بداية من سون و ديلي و لوكاس مورا وصولا لساكا و راشفورد و بيلينغهام في المنتخب … و هذا هو دور صانع اللعب — تطوير أداء من حوله — بصراحة لا يقل عن صناع اللعب التاريخيين ، العين و الأرقام توضح ذلك .

موسم 2022/2023: "هاري تيم"

لأن الأساطير ترحل و تترك ورائها أثر كبير كان موسم هاري كين الأخير أسطوريا بكل ما تحمله المعنى هذا العام، كانت الأمور مختلفة في توتنهام؛ فقد بدأت الاضطرابات مبكرًا بعض الشيء، وخيمت حالة من اللامبالاة على الملعب الجديد اللامع، لكن شيئًا واحدًا ظل ثابتًا: هاري كين يواصل التسجيل تغير 3 مدربين في موسم واحد لكن كان هاري كين بمثابة حاصد السهام، دائمًا ما يكون متربصًا ويقترب من المرمى دون أي فشل، يخطف أرواح دفاعات الخصوم.

عندما رحل كايل ووكر وتراجع أداء داني روز، فقد توتنهام زخمه في مركز الظهير، ولم يعد الفريق كما كان أبدًا. لقد خذله جسد موسى ديمبيلي، وبيع كريستيان إريكسن، وكان ديلي يخوض معارك لم يكن أحدٌ منا يعلم عنها شيئًا. في كل مرة، ومع ضياع قدراتهم، تغير كين بطريقة ما - بطريقة ما - بطريقة مكّنت الفريق من البقاء. لعب بعمق أكبر. لعب أبطأ. أو أسرع. كان بإمكانه أن يكون أكثر شراسةً إذا لزم الأمر.عندما تلاشى غرور الفريق نهائيًا، بعد أن غمرته إحباطات مورينيو وأنطونيو كونتي العديدة، والفوضى العارمة قبل وأثناء وبعد عهدهما، لم تتراجع مكانته في المباراة. نسي مدافعو توتنهام كيفية الدفاع. لم يكن أحد في خط الوسط قادرًا على التصدي أو التمرير. كان كل الفريق متهالك حتى سون و كولوسيفسكي لم يقدموا شيئا، ومع ذلك استمر كين في تسجيل الأهداف، وواصل خلقها للآخرين.

سجل 30 هدفًا هذا الموسم لفريق توتنهام الذي أنهى الموسم خارج المراكز الأوروبية في المركز الثامن. كان هذا أسوأ مركز لهم في الدوري منذ موسم 2008-2009. لا يمكن المبالغة في مدى روعة أهداف كين هذا الموسم. كانت أهدافه الثلاثين كافية للفوز بالحذاء الذهبي - سواءً بشكل مباشر أو مناصفة - في 24 موسمًا سابقًا في الدوري الإنجليزي الممتاز. لولا إيرلينج هالاند الخارق، لكان قد فاز به هذا العام، وكان متقدمًا بعشرة أهداف على ثالث أفضل هداف (إيفان توني، برصيد 20 هدفًا).

جاءت أهدافه الثلاثين من 21.5 هدفًا متوقعًا فقط. وشكلت الأهداف الـ 9.5 التي تفوق بها على أهدافه المتوقعة(xG) السبب وراء الأداء المبالغ فيه لتوتنهام أمام المرمى هذا الموسم. سجل توتنهام 70 هدفًا من 57.8 هدفًا متوقعًا في موسم 2022-2023، بفارق 12.2 هدفًا، وهو أعلى فارق في الدوري الإنجليزي الممتاز — أعلى حتى من مانشستر سيتي وأرسنال— . إن قدرة كين المتميزة على إنهاء الهجمات —فقد تغلب على أهدافه المتوقعة في جميع مواسمه في الدوري الإنجليزي الممتاز باستثناء موسم واحد منذ أن أصبح لاعبًا أساسيًا في توتنهام — هذا الموسم هي السبب الوحيد تقريبًا وراء تفوق توتنهام على أرقامه المتوقعة.

من الواضح أنهم بدونه كانوا ليكونوا في وضع أسوأ بكثير، وهو المسؤول الأساسي عن ضمان عدم تسبب سجلهم الدفاعي المريع - والذي كان السادس أسوأ سجل في الدوري و أسوأ معدل من حيث الأهداف المتوقعة ضده (xGA) - في التأثير على مشوارهم بشكل أكثر كارثية .

صورة مأخوذة من موقع understat

يمثل احتلال توتنهام للمركز الثامن أدنى مركز في الدوري الإنجليزي الممتاز على الإطلاق لفريق سجل لاعبه أكثر من 25 هدفًا. سجل شيرر 31 هدفًا لصالح بلاكبيرن في 1995-1996 وسجل كيفن فيليبس 30 هدفًا لصالح سندرلاند في 1999-2000، وكلاهما في فريقين جاءا في المركز السابع، لكن كين كان أفضل - حسنًا، أسوأ - هذا الموسم. يبرز ثباته في حقيقة أنه سجل في 26 مباراة مختلفة هذا الموسم. هدفيه في اليوم الأخير من الموسم في ليدز يعني أن كين عادل الرقم القياسي السابق في الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي يحمله آندي كول، وهو 26، على الرغم من أنه حقق ذلك في 1993-1994، وهو موسم من 42 مباراة. وبالتالي فإن 26 هدفًا لكين في 2022-23 هو صاحب الرقم القياسي المطلق لموسم من 38 مباراة. (15)

أنجز الدولي الإنجليزي مهمته مع توتنهام بطرق مختلفة هذا الموسم. فقد طوّر رصيدًا واسعًا من اللمسات الأخيرة، مما يجعله خصمًا صعبًا للغاية لأي دفاع. إضافةً إلى ذلك، فإن جودة حركته - التي تطورت بشكل ملحوظ خلال المواسم القليلة الماضية - تجعله يشكل تهديدًا حتى قبل أن يلمس الكرة، مما يُشكّل مشكلة إضافية تُقلق الخصوم. على مدار الموسم، برزت حركته في التحولات وفي الكرات الثابتة كأحد أهم أسباب فعاليته أمام المرمى.

مأخوذ من Opta

جاء هدف كين الأول في مرمى تشيلسي، حيث شكّل ملعب ستامفورد بريدج الصاخب خلفيةً لمباراة حماسية ومشوقة وممتعة للغاية استمرت 90 دقيقة. سيطر تشيلسي على المباراة إلى حد كبير، لكن توتنهام وجد نفسه متأخرًا بهدف واحد فقط حتى الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع، وكان قد حصل للتو على ركلة ركنية. لقد أثار تمركز هاري كين خلال هذه المواقف هذا الموسم اهتمامي بشكل خاص.

عادةً ما يتواجد كين في منطقة القائم الخلفي، منتظرًا الانقضاض على التمريرات السريعة أو التمريرات الطويلة المقوسة.في هذه اللحظة، سلك كين الطريق التقليدي. فقد وجد ثغرة في دفاع تشيلسي، فارتقى وسدد برأسه بمهارة متجاوزًا إدوارد ميندي إلى داخل المرمى. كانت هذه أولى النقاط العديدة التي أنقذها هدفا اللاعب الإنجليزي من العدم لفريق شمال لندن.

وفي المباراة التالية ضد وولفرهامبتون، أظهر موهبته في التحركات السريعة عند القائم الخلفي. في البداية، كان كين يصارع ناثان كولينز على مركزه، لكنه ابتعد خطوةً ثقيلةً عن المرمى، مُرسلاً الكرة في الاتجاه الخاطئ لكولينز، ثم انطلق نحو تمريرةٍ سريعةٍ من خلف المرمى ليسددها برأسه في المرمى.

في خسارة فريقه على أرضه أمام نيوكاسل بنتيجة 2-1، كان كين هدافا في نفس المنطقة. هذه المرة، تفوق بسهولةٍ على كيران تريبيير ليسجل برأسه تمريرةً سريعةً، وكانت النتيجة نفسها. من اللافت للنظر في أسلوب لعبه أن يتمكن الإنجليزي من اكتشاف نقطة ضعفٍ في الفريق المنافس واستغلالها باستمرارٍ بهذه الطريقة. لذلك، ليس من المستغرب أن يصل إلى قمة قائمة الأهداف الرأسية في الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 40 هدفاً.

بالنظر إلى المجموعة الأكبر من الأهداف، ليس من السهل اختيار "أفضل" هدفٍ بأي مقياس. مع وضع ذلك في الاعتبار، سأتجاوز هذا التحدي تماماً، وسأسلط الضوء بدلاً من ذلك على بعض أهدافي المفضلة. ثالثاً في هذه القائمة هو هدفه الغريب بعض الشيء، ولكنه مثيرٌ للإعجاب، خارج أرضه ضد برايتون. أرسل سون كرة عرضية إلى منطقة الجزاء بارتفاع خصره تقريبًا، وكين، الذي لم يكن بعيدًا جدًا عن الكرة، يلوي جسده ليحولها في اتجاه روبرت سانشيز في عرض رائع من الوعي والتحكم في الجسم.

التالي هو هدفه الأخير ضد برينتفورد، وهو مزيج مذهل من القوة والبراعة. من ركلة حرة من حوالي 30 ياردة، ركض كين إلى تمريرة كولوسيفسكي ووجد الزاوية العليا بتسديدة مذهلة حقًا.

يحتل هدف كين على أرضه ضد كريستال بالاس المركز الأول في هذه التصنيفات العشوائية تمامًا. إنه يمثل عددًا من المهارات التي يتفوق فيها المهاجم، مجمعة معًا لتقديم نتيجة أصبحنا معتادين عليها تقريبًا الآن.استقبل كين كرة مرتدة من يسار توتنهام مع وجود عداءين خلفه، وسيطر على الكرة، واستدار، ثم مررها إلى بيدرو بورو في مساحة واسعة على الجهة المقابلة. ثم انطلق نحو منطقة الجزاء، إلى مكانه المفضل في القائم البعيد ووضع الكرة برأسه في الأرض وتجاوزت فيسينتي جوايتا ليصبح ثاني هداف في الدوري الإنجليزي الممتاز على مر العصور.

في الأساس، أصبح كين أكثر كفاءة أمام المرمى مع إضافة لمسة إبداعية إلى أسلوب لعبه. انخفض عدد مرات مشاركة كين في سلسلة إنهاء تسديدات توتنهام. يتماشى ذلك مع ما رأيناه على أرض الملعب: كين يتراجع للخلف للمشاركة في بناء الهجمة بشكل أكبر. في الوقت نفسه، بلغ معدل مشاركته كصانع فرص في سلسلة إنهاء التسديدات أعلى معدل له في موسم 2022-2023 من بين جميع مواسمه كلاعب أساسي مع توتنهام (1.34 لكل 90 دقيقة). وإذا أضفنا إلى ذلك سلسلة التسلسلات التي يشارك فيها كين في بناء الهجمة وصناعة الفرص، فإن معدله في موسم 2022-2023 هو الأعلى أيضًا في مسيرته.

باختصار، يشارك كين في سلسلة إنهاء تسديدات أقل مع توتنهام مما كان عليه في السابق، ويسدد أقل ويصنع المزيد من الفرص، ولكنه أيضًا أكثر فعالية من أي وقت مضى أمام المرمى. كلما تقدم في العمر، أصبح أكثر كفاءة، وتمكن بطريقة ما من تحسين قدرته المذهلة على إنهاء الهجمات.(16)

صور مأخوذة من Opta (نفس المصدر أعلاه)

يزعم المنتقدون أن موسم هاري كين - وأهدافه تحديدًا - تفتقر إلى أي أهمية في سياق الفريق ككل. يبدو هذا ظلمًا للمهاجم (وهو في الواقع كذلك كوسيلة لتشويه سمعته)، لأنه من الواضح أنه أدى دوره على أكمل وجه ، لقد حمل الأمير عرشه وحده حتى صديقه الكوري لم يقدم له الإضافة و هو متوقع نظرا لطفرة معدل أهدافه في الموسم الفارط و التغير الدوري للمدربين .ربما كان غوارديولا على حق أو ربما كلماته تعبر عن حالة توتنهام هذا الموسم، كان فريق توتنهام عبارة عن فريق هاري كين أو بالمعنى الحرفي هاري تيم .

كانت مسيرته مع توتنهام فاتنة ، فاتنة لدرجة الرغبة في مشاهدة توتنهام لأجله، لم يكسب معهم كذا أو كذا او كذا لكنه كان السبب الأول في تقريبهم من الفوز بكذا و كذا و كذا… كما قال يورغن كلوب ذات يوم عن توتنهام “ ستكون مباراة صعبة لديهم حلول هجومية و لديهم هاري كين “ نعم في الأخير كان لديهم هاري كين …

بعض اﻹحصائيات و الأرقام وجب الوقوف عليها :

في كل سنة يدخل هاري كين سباق الهدافين و هو حرفياً من أقل المهاجمين الذين يصنع لهم فرص، على الأقل وسط مهاجمي التوب 6، سواريز مثلاً متوسط أهدافه المتوقعة (xG) في المباراة الواحدة مع البارسا كان 0,78، بنزيما من 14/15 0.69 للمباراة الواحدة ، أجويرو مع سيتي 0,82، كافاني مع باريس 0,82، ليفا مع بايرن 1,01!

هاري كين كان أقل واحد مقارنة بهم، بمعدل 0,62 هدف متوقع للمباراة الواحدة في فترته مع توتنهام من 14/15، ولولا وجود إيريكسن وديلي آلي "في البرايم" كان هذا الرقم أقل 0,10-0,15 مثلاً، بالمناسبة هاري مسجل 25 هدف فوق المتوقع في الدوري من 14/15، لايوجد لاعب مما تم ذكره قريب من هذا الرقم .

في الصورة طبقاً ل Fbref كين نسبة حصوله على أهداف متوقعة بدون ضربات جزاء في البريميرليج مقارنة بباقي اللاعيبين في مركزه 79% فقط، لمعرفة ضئالة هذا الرقم ، هالاند و ليفاندوسكي مثلاً نسبتهم في هذه الإحصائية 99%..

قلة هذا الرقم راجعة لعاملين، الأول خاص بالفريق وبنظام لعبه، والثاني خاص بكين الذي يضطر أن يلعب أدوار أخرى خارج المنطقة من أجل مساعدة فريقه كصانع لعب أكثر من كونه مهاجم، مثلما تبين الصورة رقم 2 إذ بلغ لمس كين للكرة داخل منطقة جزاء الخصم touches Att pen مقارنة بباقي مهاجمي البيرميرليج نسبته 45% فقط —رقم مرعب—، كذلك استقباله للتمريرات التقدمية progressive passes received مقارنة بباقي مهاجمي البيرميرليج نسبة استقباله لها 43% فقط، رقم يدل إنه يستقبل عدد قليل منها، أو يستقبلها في مناطق بعيدة عن منطقة جزاء الخصم في أماكن أقل خطورة آخر صورة تبين جودة تحويل تمريرة هاري كين لهدف عالية جدا في المقابل ضعف عدد التمريرات الحاسمة يرجع ذلك لسوء إنهاء الفرص عند زملائه ( مشكلة هاري كين الأزلية في توتنهام سنتحدث عنها في الصورة 4 ) ، إذ كان من المتوقع صناعته ل 7 تمريرات حاسمة لكنه صنع 3 فقط كأضعف مهاجم صناعة بين كل من هالاند(8) و توني (4) واتكينز (6) رغم تفوقه الواضح في الأرقام .

في الصورة رقم 3 واضح أن كل لمسات كين للكورة في كل منطقة في الملعب ونسبة لمسه لها مقارنة بباقي المهاجمين، أقل منطقة يلمس فيها الكورة غير منطقة جزاء فريقه هي منطقة جزاء الخصم التي من المفروض أن تكون أكثر منطقة يسكنها، رغم ذلك كين سجل عدد لا بأس به من الأهداف، 30 هدف في ظل تلك الظروف وتلك الأدوار التي يؤديها، ثاني هدافي الدوري بعد هالاند الذي لا يلعب ربع أدواره خارج المنطقة،

كل الصور مأخوذة من موقع FBref (17)

يمتلك رقم اخر من الصعب تصديقه حيث يتصدر قائمة أكثر اللاعبين تسجيلا لأهداف بقدمه الضعيفة ب41 هدف في البريميرليغ و أكثر اللاعبين تسجيلا بالرأس مع بيتر كراوتش (40 هدف) في الصورة رقم (4) توضع مهاراة كين في الإنهاء من وقت اختراع إحصائية الxG، كين هو ثاني أكبر لاعب مسجل أهداف فوق المتوقع (32.13 ) في التاريخ بعد ليونيل ميسي(33.11) .ستلاحظ في هذه الصورة أن هاري ( قبل بايرن ميونيخ )كانت تمريراته المتوقعة (xA) غالبيتها أقل من المتوقع و هنا تظهر جودة فريقه في عدم إستغلال تمريراته .

صور مأخوذة من موقع understat (18)

اخترع xG في 2015 لقياس جودة المهاجمين من خلال الفرص الأتية لهم و طريقة انهائها حسب موقع understat يبتعد هاري كين بفارق +20 هدف متوقع على ثاني لاعب و هو سواريز في المقابل سجل ليفاندوسكي و بنزيما أهداف أقل من المتوقع . نستطيع معرفة هذا التفوق الكبير لهاري كين على أقرانه من خلال الصورة التالية التي تمثل أهداف كل لاعب عبر مسيرته ( مع الفرق ) حيث كل ما كانت الدائرة أكبر كل ما كان xG عالي (يعني سهولة الفرصة ) و العكس صحيح ، حيث نشاهد في خريطة هاري كين أن الدوائر الصغيرة كثيرة جدا و هذا السبب في معدل xG العالي لديه و دليل على قدرته الرهيبة كفينيشر .

“سجل كين أهدافًا لتوتنهام، إنجلترا، ولم أشك مطلقًا في أنه سيسجل أهدافًا لبايرن. هاري لاعب رائع ومتكامل، يسجل الأهداف من جميع أنحاء الملعب، ولكنه ليس أنانيًا - فهو يصنع الفارق، ويتقدم للأمام، ويبني اللعب، ويضغط، ويدافع.” جوزيه مورينيو

موسم 2023/2024 : أمير إنجلترا سيد بافاريا الأول :

لطالما كانت قصة هاري كين من أطول قصص الانتقالات في المواسم القليلة الماضية. إذ انتهت بانتقاله بمبلغ قياسي كأغلى لاعب في تاريخ بايرن ميونيخ مقابل 100 مليون يورو . لقد كانت أفضل إضافة لتوماس توخيل الذي اعتاد على اتباع المهاجم الوهمي مع أنديته السابقة، وأبرزها في تشيلسي، عندما استخدم كاي هافرتز وتيمو فيرنر وماسون ماونت كثلاثي متحرك قادر على الدخول والخروج من مركز المهاجم الصريح. وهذا هو أيضًا النهج الذي اتبعه بايرن ميونيخ منذ رحيل ليفاندوفسكي وعدم وجود بديل واضح. إذ بدا باﻹعتماد على ماني ثم شوبو موتينغ و أخيرا غنابري.

لم تُفلح هذه التكتيكات قط. يفتقر غنابري إلى البنية الجسدية القوية التي تُمكّنه من فرض حضوره داخل منطقة الجزاء، وهو دائمًا ما يُفضّل الركض نحو الدفاعات بدلًا من اللعب بظهره إلى المرمى. وبالمقارنة مع لاعب مثل مولر، افتقر أيضًا إلى الوعي بأماكن التحرك داخل منطقة الجزاء لصالح زملائه، مما جعله خيارًا غير مثالي في مركز "رقم 9 وهمي ". لذا ، كان حريصا على التعاقد مع هاري كين هذا الصيف. فهو، في جوهره، أفضل "مهاجم وهمي" في اللعبة. ويعود ذلك جزئيًا إلى أنه يلعب دور "المهاجم رقم 9" بشكل أقرب إلى "المهاجم رقم 10".

"كان لدينا مزيج جيد بين لعب الاستحواذ والانتقالات السريعة، مع حلول جيدة في أنصاف المساحات. هاري جيد هناك. إنه قوي جدًا في الاحتفاظ بالكرة. إنه يوفر العمق من خلال كونه النقطة المحورية في المقدمة. وهو دائمًا ما يؤثر على الدفاع، ويبقيهم مشغولين بحركاته الذكية. إنه ذكي جدًا في كل ما يفعله ودقيق بشكل لا يصدق." توماس توخيل

تظهر الصورة دليل واضح على إدراك كين للمساحة. سرعة كين في اتخاذ القرارات. هنا يتقدم دائمًا بخطوة على الخصم، يعرف دائمًا أين يضع لمسته، وأين ينقل الكرة، ومتى يمررها أو يسددها بناءً على فهمه . يتميز بمهارة عالية في التمويه من خلال حركات خفية بالكتفين والقدمين، ويدرك تمامًا كيفية انتزاع الكرة من المدافع. سيقوم هاري كين بالتحضير لساني في الهدف كمهاجم محطة و هذا دليل على شموليته .

رغم افتقاره للسرعة أو القوة اللازمة للتغلب على المنافسين في مواجهات فردية. إلا أنه يعوضها بذكائه و حركة جسده و تحجيزه على الكرة إضافة للتوقيت ، فتوقيت تمريراته لا يقل روعة عن توقيت إنهائه .

صور مأخوذة من (19)

إضافة لهدفه في مباراة دورتموند التي انتهت 4-0 لصالح البايرن قدم الإنجليزي المنتشي بفوزه بجائزة أفضل لاعب في مباراة غالاتا ساري في الشامبيونزليغ —لأول مرة في مسيرته — مباراة مثالية أمام دورتموند ذكرنا فيها بدور الرومر ، كتبت مجلة "دير شبيغل" بعد أدائه المميز "من السابق لأوانه الجزم ما إذا كان كين أفضل مهاجم في تاريخ بايرن أم سيكون كذلك". هناك جيرد مولر، وهناك روبرت ليفاندوفسكي. لكن المؤشرات تُشير إلى أن كين سيُخلّد اسمه كأكثر مهاجم مركزي اكتمالاً وتنوعاً في تاريخ النادي.

النزول لوسط الملعب الإستلام و تغيير وجهة اللعب بتمريرة قطرية إعتدنا على رؤيتها من هاري كين .

إختيار المساحة الفارغة ، التواجد كحل أول لتمرير ( أدوار المهاجم الوهمي ) و كالعادة تلك التمريرة السحرية بباطن القدم لساني .

لكن المفاجئة التي شاهدتها حين طرد جوشوا كيميتش أمام دارمشتات تراجع هاري كين كثيرًا إلى خط الوسط ليتواصل مع المهاجمين الأبعد— ذكرنا بمواسم توتنهام الأخيرة — أصبح هاري كين هو العنصر الرئيسي في توزيع اللعب على طول الخطوط وكسر الخطوط من خلال التمريرات الجميلة أو تبديل اللعب.

صور مأخوذة من نفس المصدر أعلاه

تمكن هاري كين من المزج بين ثنائية ليفاندوسكي و مولر حيث لعب دور التمرير (قليلا مقارنة بالمواسم السابقة ) إضافة لقدرته الرائعة على الإنهاء و من مختلف الوضعيات .

القدرة على قراءة الهجمة التحرك في المساحة و التفوق على المدافع بفضل القدرة الجسدية ثم إنهاء خيالي بالرأس —أحد نقاط قوته — حقا هداف بالفطرة بدرجة مرعبة .

كالعادة وضع نفسه في المكان السليم لتمريرة ثم حركة الجسم السليمة حيث قادر على مكايفة جسمه مع أي وضعية الإستلام يمينا و الإنهاء بالقدم الضعيفة .

كان موسم هاري كين الفردي خرافيا من ناحية، إذ ساهم أكثر مما لعب و ساهم أمام كل خصومه في البوندسليغا كأول لاعب في التاريخ إضافة لقيادة البايرن في الشامبيونز ( توج بأحسن هداف ) و الحذاء الذهبي لقد كان أفضل لاعب في العالم الموسم الفارط و بفرق شاسع عن أقرب منافسيه . (ابحث في غوغل أو الصفحات على الأرقام القياسية التي حطمها لاني لست مهتم بعرضها ) .
لكن كعادة الإنجليزي الدائمة 0 لقب الخروج من الكأس و الشامبيونز خسارة البوندسليغا بعد 11 عام خسارة نهائي اليورو الثاني على التوالي و تتواصل اللعنة . و ربما السبب الرئيسي في خسارة البايرن هو الفقر الفني و التكتيكي الغريب من توماس توخيل الذي يحتاج تقرير منفردا على الأداء المخزي لبايرن ميونبخ في عهده .

حقق البايرن المركز الثالث (أسوء مركز منذ موسم 2010/2011) بحسب موقع understat نسبة xG و xPts أقل من المتوقع لبايرن ميونيخ كما تبين الصورة الأولى و حسب موقع sofascore يصنع البايرن أكثر فرص على مرمى لكنه في المقابل أكثر من يضيعها (متوقع عند مشاهدة xG) .

من الصور السابقة يستنتج المتابع البسيط أن المشكل الأساسي في مهاجم الفريق و لأن الإحصائيات خلقت لدق المسامير في نعش الخرافات و الهرطقات ، تظهر الصورة التالية أن الإنجليزي سجل أكثر من المتوقع (+6) يعني إذ لم يكن متوجدا ربما كان وضع البايرن أسوء .

إضافة لنسب العالية المتوقعة في نسبة الأهداف و الأسيست وجب التركيز على دوره في صناعة اللعب حيث يظهر تفوقه على بقية المهاجمين في progressive passes أما الرقم البارز المرعب و هو Switches (تمريرة تقطع أكثر من 40 ياردة على الملعب ) رقم إعجازي بدرجة غير عادية يقارن بميسي و دي بروين ، بعيد بدرجة كبيرة عن ثاني منافس له كمهاجم و هو لويس سواريز — هنا وجب معرفة الشمولية العظيمة للويس سواريز و أدواره العديدة التي لا تقتصر على التسجيل فقط —بعدهم كريم بنزيما الذي يناصف سواريز قي النسبة مع تفوق طفيف لسواريز . ( تم أخذ النسب موسم هاري كين هذا ، بنزيما 2021/2022 ، سواريز 2017/2018)

ازدادت عدد لمساته داخل مناطق الجزاء مقارنة بالموسم الفارط و هذا متوقع لأن جودة البايرن أعلى من توتنهام الذي كان فريق محطم بالكامل.

صور مأخوذة من موقع Fbref(20)

كان هاري كين النجم الأول كعاداته ، لو ليفا او هالاند في مكانه، ربما كان وضع البايرن اسوء من ما هو عليه، فؤجوده وازن الأمور قليلا، و أوصلهم إلى مربعات متقدمة من الموسم الكارثي للبايرن الذي حاولت إدراته معالجة الأزمة بإقالة توخيل و الإتيان بكومباني .

موسم 2024/2025 بداية مبشرة مع كومباني هل سيأتي موسم الحصاد أخيرا :

بعد سلاسل من الرفض من المدربين تم المصادقة على كومباني لتعويض توخيل و قدوم الموهبة الفرنسية مايكل أوليسه من كريستال بالاس، بدأ تغيير طريقة لعب البايرن، و رغم الإنتقادات التي سبقت تعينه و بعض الهزائم في التشامبيونز إلا أن الأخير قدم كرة جميلة ممتعة تبشر بالخير حيث ان تصدره للبوندسليغا لم يأت فراغا.
أما هاري كين و الذي تأقلم سريعا مع مدربه واجه خصما جديدا على المستوى الفردي و هو المصري عمر مرموش، إذ كان الصراع محتدما على أحدئه بين الثنائي على هداف الدوري أولا و الأكثر مساهمة ثانيا، فإضافة لبراعة المصري في التهديف فهو يملك أيضا صناعة الأهداف ، فكانت كل جولة عبارة على مرموش سجل هدفين كين سجل هاتريك كين يصنع هدف مرموش يصنع هدفين، هذا الصراع أفاد البايرن كثيرا لأن الإتجليزي رغم هدوءه و رصانته الظاهرة إلا أنه يملك وحش يعشق المنافسة، و لعل في اخر موسمه مع توتنهام ظهر ذلك ، فهذه المنافسة تذكرنا قليلا بمنافسته مع هالاند في كل جولة تسمع هاتريك من أحد منهم و هكذا هم العظماء يعشقون المنافسة و التحدي .

شكلت ثنائيته مع أوليسي نجاحا باهرا حيث كان التفاهم بينهم عالي جدا . ظهر هذا في هدف اوليسي على فرانكفورت حيث تظهر الصورة 1 طلب الكرة في المساحة الفارغة ثم عملية scan و في الأخير توجيه الجسد كطعم و القيام بتمريرة جميلة بخارج القدم . ( تمريرته لسون في هدف السيتي موسم 2017 )

في مباراة برشلونة في التشامبيونز عانى البايرن قليلا في الخروج بالكرة، أولا لبراعة الخصم في الضغط و ثانيا في ظل غياب كل من بافلوفيتش و موسيالا، لكن كومباني وجد الحل بإنزال كين للوسط للخروج بالكرة و توزيع اللعب حيث قدم الإنجليزي تحفة فنية أمام أفضل فرق العالم .

نزل كين لتقديم حل لغنابري للخروج لأن كيميتش مراقب من فيرمين هنا نشاهد فعالة ضغط برشلونة الممتاز و ذكاء لاعبيه ، فيرمين سيجعل كيميتش في ظهره و يتوجه لكين لغلق مسار التمرير و يذهب معه كاسادو ، ليفاندوسكي سيمنع مرور الكرة لكيم، ضغط ناجح جدا أغلق كل مسارات التمرير لكن في الصورة 2 نجد عبقرية الهاري حيث بترويض رائع قام بتغير إتجاء جسده ذهب للمساحة الفارغة و من ثم تمريرة رائعة كالعادة باتجاه لايمر يكسر بها ضغط برشلونة.

الإبداع لم يتوقف في هذه المباراة حيث كان المرر الأول للفريق حيث كاد أن يسجل البايرن لولا رعونة غيريرو أمام المرمى .

يبتعد هاري كين بمسافة كبيرة جدا على أقرب مهاجم من حيث الpalymaking و هذه الصورة خير دليل إذ يتواجد كالعادة في وسط الملعب و سيقوم بتمريرة :
ما يراءه العقل البسيط و مايراءه عقل هاري كين ، إذ أريتك الصورة دون وضع المسارات ستقول أن كين سيلعب الكرة لغنابري و يقع في التسلل بالتالي سيقع في مصيدة مارتينز و كوبارسي … صديقي هذه رؤية العقل البسيط أما عقول المبدعين تعمل خارج المألوف، بتمريرة ساحرة جدا على الطرف لدايفيز الذي انطلق في ظهر كوندي —الذي ظل مندهشا من التمريرة— كسر كل خطة برشلونة لتسلل ، و لأن غنابري لا يمتلك ربع ذكاء مهاجم فريقه مرت الكرة بسلام على برشلونة .

مرحبا بمصيدة التسلل بمصيدة هاري كين ربما يعلم فليك أكثر من غيره أن هاري كين يمتلك ذكاء قل نظيره كمهاجم لذلك أوصى كوندي بمتابعة كين خوفا من هروبه من المصيدة ، و هذا ماحدث في هذه اللقطة، كان سباليتي قد علمنا جميعاً حيلة جديدة، لقد قال بأن المهاجم عليه دائما أن يأخذ حكم الراية كمرجعية لتحركه، برؤيته يستطيع أن يأخد المعلومة الأهم و المتعلقة بأخر مدافع في الخصم لأن الحكم سيبقى دائما مع المدافع الأخير، لذلك لا حاجة للمهاجم أن يستدير لكي يرى ما يحدث خلفه، يلقى نظرة على الحكم و سيعرف اللحظة المناسبة لطلب الكرة في العمق .

بتسجيله و صناعته في الأسبوع الماضي أمام ليفركزون في الشامبيونز يكون هاري كين قد ساهم ب 94 هدف منذ بداية الموسم الماضي كأكثر لاعب في أوروبا، يواصل تحطيم الأرقام الفردية التي إن ذكرتها ربما لن ينتهي هذا المقال ، يواصل قيادة البايرن في المباريات الكبرى و رغم أن البايرن خارج الكأس هذا الموسم، و خسارة بوخوم المفاجئة التي قربت ليفركوزن منه إلا أنه مازال المرشح الأول للبوندسليغا و هو في ربع نهائي دوري الأبطال … أخيرا ربما هذا موسم حصاد الإنجليزي و تتويجه بلقب في مسيرته الوردية.

الخلاصة :

هاري كين مهاجم شامل ، شامل بطريقة مخيفة نقاط ضعفه قد تكون معدومة . كين هداف من كل الوضعيات السهلة منها و الصعبة ، يستخدم أجزاء جسده في الإنهاء بنفس الجودة ، يسجل بالقدم القوية و الضعيفة بنفس الكفاءة، يسجل برأس من مقصية أو في الهواء . يمتلك دقة في التسديد خرافية يجيد التسديد من بعيد و ضرب القائم ، مسدد رائع لركلات الجزاء بنسبة تفوق 88% (100% مع البايرن ) ، يتحرك للكرات العرضية بتقنية عالية و يهاجم المساحات بجودة مبهرة .
يشارك في مراحل اللعب و يربط بين الخطوط ، يساهم في بناء اللعب و يقوم بعمليات الصناعة ، يستغل وضعيات جسده بأفضل شكل و بتنوع مختلف حسب كل سياق . مراوغ جيد يستخدم التمويه و حركة الأكتاف في المراوغة ،يقصي نفسه خارج مناطق اللعب المركزية في بعض الأحيان لتمكين زملائه من التسجيل .ممرر من النخبة يقدم تمريرات مفتاحية و بينية قصيرة أو طويلة قطرية أو أرضية بباطن أو بخارج القدم ، يدافع و يضغط جيدا و يعمل بدون كلل .
يفهم اللعبة و يتعامل على أساس كل موقف ، وفي كل موقف يتعامل بالشكل الامثل ، اذا كنت تريد مهاجم يسجل فقط هو يستطيع واذا كنت تريد مهاجم يشارك في مراحل اللعب هو يجيد واذا كنت تريد مهاجم بادوار مركبة هو قادر بالتالي هو من الاكثر شموليه عبر التاريخ .

المباراة رقم 100 لهاري كين مع إنجلترا

علاوة على ذلك فهو قائد رائع و شخصية عظيمة رجل محترف و محبوب قلما تجد له كارهين حتى الكثير من جماهير ارسنال تقدره و تحبه ، شخص رصين و هادئ نادرا ما تجده في مشاحنة مع لاعب ، رجل محترم بكل معنى. مشجع لتوتنهام قال كلام جميل جدا عن هاري كين :

" هاري كين واحد من اعظم المهاجمين في هذا الجيل ، هو انسان من الطراز الاول ، متزوج من حبيبه طفولته ، يتبرع و يرعي العديد من المؤسسات الخيريه ، ايضا لم يتورط في اي خلافات ، انه نموذج مثالي “ حتى توخيل أشاد بشخصيته و إحترافيته “إنه مهم في غرفة الملابس، وعلى أرض الملعب، بسبب شخصيته، واحترافيته، ومدى جديته في التدريب، وكيف أنه بعد الهزيمة كان أول من نزل إلى أرض الملعب للتدريب مع الاحتياطيين“

يقول مصدر مقرب من غرفة ملابس بايرن ميونخ ، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لحماية علاقتهما، ” إن زملاءه في الفريق معجبون بكين فهو يجمع بين الثقة الراسخة بالنفس والتواضع الحقيقي".

ويضيف المصدر أن ليفاندوفسكي كان بنفس القدر من الأهمية للفريق من حيث أهدافه. "لكنك تشعر دائمًا أنه يفعل ذلك لنفسه، وليس للنادي. بالنسبة لكين، كل ما يهم هو فوز الفريق. إنه قدوة مثالية لكل من يتمتع بهذا النوع من السلوك".

ويصفه عضو آخر في الجهاز الفني بأنه "لطيف للغاية وسهل المعشر". ويقول إن كين لا يرفض أبدًا طلبًا من المشجعين لالتقاط صور سيلفي أو الحصول على قميص موقع، ولا يمانع في إجراء عشرات المقابلات بعد المباريات لصالح أصحاب حقوق البث التلفزيوني أسبوعيًا.(21)

حتى كومباني أشاد باحترافيته العالية “من المفيد وجود لاعب متميز يطمح للركض والقتال من أجل الفريق كلاعب شاب. لعبت ضده كخصم، وقد أصبح أفضل مع التقدم في السن. لديه طريقة للارتقاء بأدائه. أثق في ثباته وفي قدرته على تطوير أدائه، وبهذه الجودة تحصل دائمًا على لحظاتك المميزة.“

ختاما كرة القدم هي لعبة جماعية بداية من حارسها وقوفا على مهاجميها إضافة لمدرب و جهاز فني ، إداري و طبي . قسم لتحليل البيانات و الأداء ، أخصائي أغذية و حتى عمال الملعب ، فالتتويج بلقب ليس بيد لاعب أو مدرب ... بل هو نتاج عمل جبار من جميع الأطراف، فصحيح أن التتويج شيئ جيد للاعب فهو يعتبر ثمرة لمجهودات الموسم لكن حتى بدونه لن يختلف أي شيء فالقيمة و الجودة تطغى على المظاهر .
كم من أحد منكم يعرف بطولات كومان ؟ هل تعلم كم حقق صلاح من لقب ؟ دانيلو ، زاباليتا ، ليفاندوفسكي .. لن تعرف الإجابة في وقتها إلا لو استرقت البحث في جوجل لأنك لا تهتم أصلا فلماذا أنت متوقف على هاري كين. ربما في التنس سيكون بطلنا منافسا لفيدرر و دجوكفيتش و نادال أو في الملاكمة سيكون قريبا من كلاي و تايسون أما الكاراتيه او ألعاب القوى سينال الذهب حتى يقلق مضجع مايكل فيليبس لكن هنا في كرة القدم البطولة تعني المجموعة لذلك ليست البطولة مقياس على جودة المدرب أو اللاعب.
قد يتوج هذا الموسم ببطولة ربما يحقق بعدها كأس العالم … لكن بالنسبة لي هذا لا يزيد من إرثه شيئا لطالما و لا زال هاري كين أفضل و أمتع مهاجما تابعته عيناي حتى و لم ينل الذهب . لستُ كبيرًا بما يكفي لمشاهدة شيرر و رونالدو و فان باستان. أنا أصغر من أن أعرف صوت غيرد مولر و روماريو . يمكن للأجيال الأكبر سنًا أن تُحمّلني مسؤولية ذلك. لكنني شاهدتُ هاري كين يلعب ، وسأتحدث عن ذلك طويلًا…
ربما من عجائب الكرة أن يكون أفضل مهاجم فيها بدون لقب لكن عن أي ألقاب نتحدث في حضرة هذا الجبروت أيها الأمير لقد كان حكمك عادلا حتى قالوا بأن مملكتك ينقصها الشمس لكي تضيء ليلا !

Give a gift subscription

Yassine’s Substack

Discussion about this post